ارتفعت أسعار النحاس العالمية اليوم لتقترب مجددًا من مستوياتها القياسية، مدعومة بتوقعات إيجابية من محللي جولدمان ساكس بشأن استمرار الاتجاه الصعودي خلال الأشهر المقبلة. يأتي هذا الارتفاع في ظل اضطرابات متزايدة في قطاع التعدين العالمي، إلى جانب الطلب القوي من قطاعات الطاقة المتجددة والإلكترونيات والبنية التحتية.
توقعات جولدمان ساكس نظرة صعودية قصيرة المدى
أشار تقرير صادر عن مجموعة جولدمان ساكس الاستثمارية إلى أن الاتجاه الحالي في أسعار النحاس يعكس حالة تفاؤل واسعة بين المتداولين العالميين.
وخلال مؤتمر بورصة لندن للمعادن السنوي (LME Week)، أوضح المحللون أن معظم المستثمرين يتوقعون أن يواصل النحاس اختبار مستويات قياسية جديدة، مدعومًا بزيادة الطلب وتراجع الإنتاج في بعض المناجم الرئيسية.
وذكر التقرير أن محللين من بينهم إيوان دينسمور كتبوا في مذكرة بحثية “في الأمد القريب، نرى أن الفارق الإيجابي بين بورصتي COMEX وLME يشكل ضغطًا تصاعديًا مؤقتًا على السوق المادية خارج الولايات المتحدة، مما قد يدفع الأسعار لتتراوح بين 10,000 و11,000 دولار للطن الواحد“.
التوترات التجارية الأمريكية تدعم أسعار النحاس
كما لعبت السياسة التجارية الأمريكية دورًا في دعم الأسعار، بعد أن لوّح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات النحاس المكرر دون تطبيقها فعليًا، ما خلق فرصًا ضخمة للمضاربة والتداول في الأسواق.
ورغم تلك التهديدات، تواصل العقود الآجلة الأمريكية (COMEX) التداول بعلاوة على أسعار النحاس في بورصة لندن للمعادن (LME)، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المعدن نحو السوق الأمريكية مع بقاء مستويات الطلب مرتفعة.
الأداء الحالي في الأسواق
سجّل سعر النحاس في بورصة لندن للمعادن ارتفاعًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 10,684 دولارًا للطن وفي المقابل، ارتفعت أسعار الألومنيوم والرصاص بنسب طفيفة، بينما تراجع الزنك بنسبة 0.4%، في ظل تحركات متباينة للمعادن الصناعية.
العوامل الداعمة للارتفاع
يعود الدعم القوي لأسعار النحاس إلى مجموعة من العوامل الجوهرية، أبرزها
النمو السريع في صناعات الطاقة النظيفة التي تعتمد على النحاس في إنتاج التوربينات والبطاريات.
الاضطرابات في سلاسل التوريد بمنطقة أمريكا الجنوبية، خاصة تشيلي وبيرو، وهما من أكبر منتجي النحاس عالميًا.
يادة الاستثمارات في البنية التحتية حول العالم، مما يعزز الطلب على المعدن الأحمر.
ويرى المحللون أن استمرار هذه العوامل، إلى جانب الفارق السعري بين الأسواق الأمريكية والبريطانية، سيُبقي الأسعار ضمن نطاق مرتفع على المدى القصير والمتوسط.
