المؤثروناستثمارتقارير وحوارات
أخر الأخبار

شارل خوري: نقلة نوعية في أداء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.. ومصر جاهزة لتصدير المقاولات المتقدمة عالميًا

كتبت: علياء أحمد

أكد الدكتور شارل الخوري، رئيس مجلس إدارة مجموعتي بيم كونسوليتديت وموديلا الصناعية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وعضو غرفة صناعة مواد البناء، وأحد المستثمرين الأوائل في المنطقة، أن تجربته الاستثمارية داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بدأت منذ المراحل الأولى لتأسيسها، حيث كان من أوائل المستثمرين الحاصلين على التراخيص الاستثمارية بها.

وأوضح الخوري أن البدايات لم تكن سهلة، وشهدت تحديات كبيرة على المستويات الإجرائية والتنظيمية والبيروقراطية، لافتًا إلى أن السنوات الأولى اتسمت بصعوبات ناتجة عن حداثة التجربة وانتقال المنطقة من إطار تقليدي إلى كيان اقتصادي جديد، في ظل ظروف اقتصادية عالمية لم تكن مواتية.

وأشار إلى أن حجم التحديات في تلك الفترة كان كبيرًا، إلا أن الإدارة القائمة آنذاك قدمت دعمًا بقدر الإمكان وفق الأدوات والإمكانات المتاحة، ما ساعد المستثمرين على الاستمرار وتجاوز جزء من تلك العقبات.

وأضاف أن التحول الحقيقي في أداء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بدأ بوضوح خلال العامين الماضيين، حيث انتقلت المنطقة إلى مرحلة مختلفة تمامًا من حيث الرؤية الاستراتيجية، وجودة الخدمات المقدمة، ومستوى الإدارة، وسرعة اتخاذ القرار، وهو ما انعكس بشكل مباشر على تحسين بيئة الاستثمار داخل المنطقة.

وأكد الخوري أن المنطقة باتت تمتلك اليوم مقومات تنافسية حقيقية ومعالم واضحة تؤهلها لتقديم نموذج استثماري لا يقل كفاءة عن المناطق الاقتصادية العالمية، مشيرًا إلى أن الجهود المبذولة خلال الفترة الماضية أسهمت في تجاوز كثير من التعقيدات الإجرائية والبيروقراطية التي كانت تعوق سرعة التنفيذ وجذب الاستثمارات.

شارل خوري: نقلة نوعية في أداء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.. ومصر جاهزة لتصدير المقاولات المتقدمة عالميًا

وتطرق الخوري إلى الجدل المثار حول تأثير الاستثمارات الأجنبية، لا سيما الصينية، على الصناعات المحلية في مصر، في ظل التحديات التي تواجهها الشركات المصرية نتيجة ارتفاع التكاليف والأعباء التشغيلية.

وأوضح أن المنافسة أصبحت كلمة السر في السوق العالمي، وليست مقصورة على الشركات الصينية فقط، مشيرًا إلى أن الصين تعمل ضمن منظومة متكاملة تعتمد على كفاءة تشغيلية عالية ودعم مباشر من الدولة، وهي تجربة اقتصادية تستحق الدراسة.

وأكد أن الشركات الصينية لا تتحرك بشكل منفصل عن الدولة، بل تعمل في إطار سياسة واضحة وتوجيهات مركزية، ما يمنحها أفضلية تنافسية في الأسواق الخارجية، موضحًا أن الدولة الصينية تقف بالكامل خلف شركاتها من حيث التمويل، والدعم، والتوجيه الاستراتيجي، وهو نموذج لا يتوافر بنفس الدرجة في دول أخرى.

التحولات الاقتصادية العالمية

وتناول الخوري التحولات الجارية في النظام الاقتصادي العالمي، مشيرًا إلى أن الحديث عن الاستغناء عن الدولار أو استبداله بعملات أخرى يفتقر إلى الواقعية، مؤكدًا أن الدولار لا يزال يمثل محور النظام المالي العالمي، وأن أي محاولات للالتفاف على هذا الواقع قد تقود إلى أزمات اقتصادية كبرى.

وأوضح أن بناء اقتصاد قوي ومستدام يبدأ من تعزيز القاعدة الصناعية المحلية، وليس من خلال الاعتماد على تغييرات نقدية أو تحالفات مالية غير مدروسة، مؤكدًا أن الصناعة تمثل الأساس الحقيقي لقوة أي اقتصاد.

وأضاف أن التجربة الأمريكية نفسها تشهد حاليًا إعادة نظر في سياساتها الصناعية، بعد عقود من الاعتماد على الخارج، في محاولة لإعادة توطين الصناعة محليًا، حتى وإن تحمل المستهلك الأمريكي تكلفة أعلى على المدى القصير.

شارل خوري: نقلة نوعية في أداء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.. ومصر جاهزة لتصدير المقاولات المتقدمة عالميًا

وشدد الخوري على أن مصر تمتلك مقومات حقيقية تؤهلها لتكون دولة صناعية مؤثرة، مشيرًا إلى أن ما شهدته المنطقة الاقتصادية لقناة السويس خلال العامين الماضيين يمثل نموذجًا لما يمكن تحقيقه عند توافر رؤية واضحة، وإدارة كفؤة، وسرعة في اتخاذ القرار.

وأكد أن التحدي الحقيقي لا يكمن في وجود الاستثمارات الأجنبية، بل في رفع كفاءة الصناعة المحلية، وتحقيق العدالة التنافسية، وتوفير مناخ استثماري مستقر وواضح القواعد، بما يضمن تحقيق أقصى استفادة من الاستثمارات الوافدة، دون الإضرار بالصناعة الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى