كتب: أحمد عبدالله
أكد المهندس محمود غزال، عضو غرفة الصناعات النسيجية، أن تحقيق التكامل الرأسي في الصناعة أصبح ضرورة ملحة لتعزيز قدرات الاقتصاد المصري وتقليل فجوة الواردات، خاصة في قطاعات المنسوجات والمفروشات والملابس الجاهزة، التي تمتلك فرصًا كبيرة لزيادة القيمة المضافة وتحسين القدرة التنافسية في الأسواق العالمية.
وأوضح غزال أن الواردات المصرية مرشحة لتتجاوز حاجز الـ100 مليار دولار خلال عام 2025، في حين لا تزال الصادرات عند مستوى يقدر بنحو 50 مليار دولار فقط، مؤكدًا أن هذا الفارق الكبير يعكس حاجة ملحة لتوسيع قاعدة التصنيع المحلي، وربط حلقات الإنتاج داخل مصر بما يقلل الاعتماد على الخارج ويخفف الضغط على العملة الأجنبية.
وأشار إلى أن وزارة التجارة والصناعة تعمل حاليًا على طرح فرص استثمارية بمزايا خاصة لدعم التصنيع المحلي وزيادة مشاركة الشركات الصغيرة والمتوسطة في سلاسل القيمة، بما يخلق منظومة إنتاج صناعي متكاملة قادرة على خفض الواردات وزيادة الصادرات خلال السنوات المقبلة.
وأوضح غزال أن قطاع المنسوجات يمثل نموذجًا واضحًا لأهمية التكامل الرأسي، حيث تعتمد العديد من المصانع على استيراد مدخلات إنتاج أساسية مثل الأقطان والألياف الصناعية وغزول البوليستر ومستلزمات الطباعة والصباغة. ولفت إلى أن قيمة الواردات من الصين وحدها لهذه الخامات تتجاوز 2.5 مليار دولار سنويًا، تليها الهند كمصدر رئيسي للخامات الوسيطة، وهو ما يستدعي خططًا جادة للتصنيع المحلي لهذه المكونات.
وأضاف أن توطين مراحل الإنتاج من الغزل مرورًا بالتجهيز والطباعة والصباغة وصولًا إلى المنتج النهائي يسهم في رفع القيمة المضافة للصادرات وتحسين ميزان المدفوعات. وأشار إلى ارتفاع صادرات الملابس الجاهزة المصرية بنسبة 18% خلال 2024 لتسجل 2.84 مليار دولار، كما واصلت الأداء القوي في 2025 لتتجاوز مليار دولار خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام، بزيادة 22% مقارنة بالفترة نفسها من 2024.
وشدد غزال على أن التكامل الصناعي لا يمثل مجرد تطوير في خطوط الإنتاج، بل هو استراتيجية اقتصادية شاملة قادرة على تعزيز مناعة الاقتصاد الوطني، وخلق فرص استثمار جديدة، ودعم توطين الصناعة، وتوفير فرص عمل، مؤكدًا أن قطاع المنسوجات والمفروشات مؤهل لقيادة مرحلة جديدة نحو اقتصاد إنتاجي متوازن ومستدام.






