مصر تدعو آبل رسميًا.. والخبراء: لا بد من تصنيع وتطوير

في خطوة تترقبها الأسواق التكنولوجية المصرية والدولية، وجه وزير الاستثمار المصري دعوة رسمية لشركة “آبل” العالمية لفتح أول متجر رسمي لها في السوق المصرية، في رسالة واضحة بأن البلاد تمضي بخطى متسارعة لجذب الاستثمارات الكبرى وتوطين صناعة التكنولوجيا العالمية.

مصر تدعو آبل رسميًا

كما تأتي هذه الدعوة في ظل تنافس دولي متصاعد بين الحكومات لجذب شركات التكنولوجيا العملاقة، مستفيدة من الثقل الاستهلاكي للسوق المحلية والإمكانات البشرية الشابة.

شاهد أيضا:

ربط كافة قواعد البيانات مع منظومة الرقم القومى العقارى

وتعيد هذه المبادرة إلى الأذهان التجربة الأخيرة لشركة آبل في إندونيسيا، صاحبة رابع أكبر تعداد سكاني في العالم، حيث خاضت الشركة الأمريكية اختبارًا صعبًا مع الحكومة الإندونيسية قبل نحو خمسة أشهر، بعدما أعلنت جاكرتا منع بيع أجهزة آيفون 16 في البلاد.

مكونات الأجهزة المباعة

كما جاء هذا القرار نتيجة عدم التزام “آبل” بمتطلبات المحتوى المحلي، الذي يشترط أن تبلغ نسبته 40% من مكونات الأجهزة المباعة في السوق الإندونيسي.

صناعة تجميع الهواتف محليًا

ورغم قوة علامة “آبل” عالميًا وشعبية منتجاتها في إندونيسيا، تمسكت الحكومة بشروطها، ورفضت مقترحات أولية للشركة للاستثمار بقيمة 100 مليون دولار في صناعة تجميع الهواتف محليًا.

نقل التكنولوجيا

كما رفعت “آبل” عرضها تدريجيًا حتى بلغ مليار دولار، مع التركيز على ضخ استثمارات في مجالات البحث والتطوير والتدريب ونقل التكنولوجيا، ما أدى في النهاية إلى تلبية المطالب الحكومية وعودة منتجات الشركة للأسواق.

الدكتور عبد المنعم السيد

وفي هذا السياق، يؤكد الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، فى تصريحات لـ«الدستور»، أن الدرس المستفاد من التجربة الإندونيسية يكمن في “ضرورة توظيف الدولة لقوتها الاستهلاكية الكبيرة كورقة ضغط لصالح تعظيم الاستثمارات المحلية وزيادة القيمة المضافة”.

الاقتصاد الوطني

كما يضيف أن الاقتصار على فتح متاجر أو مراكز بيع دون اشتراط نسب تصنيع أو تجميع أو حتى استثمارات حقيقية في مجالات البحث والتطوير “يجعل من السوق مجرد قاعدة استهلاكية للشركات العالمية دون عائد حقيقي على الاقتصاد الوطني”.

الأسواق الناشئة

ويشير الدكتور عبد المنعم السيد إلى أن الظروف الحالية التي تمر بها آبل تجعل استجابتها لضغوط الأسواق الناشئة أكبر من أي وقت مضى، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها الشركة في سوقها الأهم “الصين” بسبب التوترات الجيوسياسية والمنافسة الشرسة مع الشركات المحلية.

رابط موقع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (اضغط هنا)

ويضيف أن مصر يمكنها استثمار هذا الظرف التاريخي للتفاوض مع آبل – وغيرها من عمالقة التكنولوجيا لتحقيق شراكات إنتاجية طويلة الأجل وليس فقط التواجد التجاري، مؤكداً أن فتح الباب لاستثمارات في البحث والتطوير والتدريب سيكون له انعكاس مباشر على الاقتصاد المصري ونقل التكنولوجيا إلى الشباب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى