
تستعد ريو دي جانيرو البرازيلية لاحتضان القمة السابعة عشرة لتجمع البريكس، في حدث هام يترقبه العالم. ينتظر من هذه القمة أن تسهم بفاعلية في مواجهة التحديات العالمية الراهنة. كما تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين الدول الأعضاء. هذا يتماشى مع تطلعات دول الجنوب العالمي نحو نظام اقتصادي عادل ومتوازن. تسلط الأضواء على “البريكس، القمة، 35 مليار دولار، تمويل 100 مشروع” كأبرز ملامح هذا التجمع المتنامي.
البريكس قوة عالمية صاعدة
أكد الدكتور منجي بدرو، عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للأمم المتحدة، أن دول البريكس تمثل اليوم ما يقارب نصف سكان العالم. كما تشكل أكثر من 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. هذا يجعلها قوة مؤثرة ومستقرة ضمن النظام الدولي. التوسع المستمر في عضوية التجمع يعكس جاذبيته المتزايدة. كما يؤكد تأثيره كمنصة تعاون كبرى. انضمام الدول للبريكس يرتبط بالأبعاد الجيو اقتصادية بشكل أساسي. يجمع التجمع الدول على أهداف اقتصادية وتنموية مشتركة.
صوت دول الجنوب العالمي ودور بنك التنمية الجديد
أضاف الدكتور منجي بدرو أن البريكس أصبح يمثل صوتًا حقيقيًا لدول الجنوب العالمي. يطرح التجمع أجندتها المشتركة ويعزز مصالحها التنموية. بكين تواصل التزامها بتعميق التعاون داخل البريكس. حقق البنك الجديد للتنمية التابع للتجمع إنجازات لافتة. وافق البنك على قروض تتجاوز “35 مليار دولار لتمويل أكثر من 100 مشروع” خلال الفترة الماضية. هذا يؤكد فاعلية التجمع في دعم التنمية.
توسع البريكس: شمولية ومساواة
تمتلك دول البريكس قدرات وموارد حقيقية. يمكنها تنفيذ مشروعات تنموية ضخمة بشكل جماعي. تشمل هذه المشروعات الجوانب المادية وغير المادية. هذا يعزز مساعي بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب وأكثر عدالة. شهد التجمع هذا العام انضمام دول جديدة. هذه الدول هي مصر والإمارات وإندونيسيا وإيران وإثيوبيا. أصبحت ماليزيا وفيتنام وبوليفيا شركاء بانتظار الانضمام الكامل. هذا يعكس التزام البريكس بالشمولية والمساواة. كما يعزز الثقة في قدرته على دعم الاقتصاد العالمي.
قمة شباب البريكس للابتكار: رؤية مستقبلية
أعلن الدكتور منجي بدرو عن عقد قمة شباب البريكس للابتكار لعام 2025. ستعقد تحت شعار “الابتكار من أجل المستقبل: التكنولوجيا للاستدامة والخير الاجتماعي”. تهدف هذه القمة إلى تمكين الجيل القادم من المبتكرين. تستهدف شباب دول البريكس ودول الجنوب العالمي. تسعى لمواجهة التحديات المشتركة من خلال حلول تكنولوجية. هذه الحلول تعزز الاستدامة والعدالة الاجتماعية. كما توفر القمة منصة ديناميكية للشركات الناشئة. تتيح تبادل أفضل الممارسات وتطوير حلول إقليمية وعالمية مستدامة.
أجندة القمة: إيجابيات وتحديات
تعكس أجندة القمة عدة إيجابيات استراتيجية. أبرزها تصميم إطار واضح بقيادة البرازيل هذا العام. يوازن هذا الإطار بين توسيع التكتل والحفاظ على تماسكه الداخلي. كما يعزز التضامن ضد الإرهاب ومواجهة التهديدات العالمية. فضلاً عن التحول المالي التدريجي نحو نظام يقلل الاعتماد على الدولار. يزيد هذا النظام التعامل بالعملات المحلية لأعضاء البريكس.
تحديات تواجه قمة البريكس
أشار الدكتور منجي بدرو إلى وجود تحديات تواجه القمة. أبرزها بعض الاختلافات الداخلية حول النزاعات الجيوسياسية. هذا قد يضعف الموقف الموحد في البيان الختامي. إضافة إلى أن التوسع الكبير في العضوية يتطلب هياكل حكم قوية. كما يتطلب آليات تنظيمية أكثر كفاءة. جهود تقليل الاعتماد على الدولار لا تزال في بدايتها. لم تترجم بعد إلى نظام بديل متكامل.
تعبر أجندة البرازيل للقمة الحالية عن رؤية طموحة وعقلانية. تسعى لنقل البريكس من مرحلة رد الفعل إلى الفعل. يتم ذلك عبر تبني قضايا تنموية واجتماعية تؤثر مباشرة على حياة المواطنين. تدمج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. نجاح القمة السابعة عشرة في التوافق حول ملفات التوسع والإصلاح المؤسسي والنهج الأمني والمالي قد يجعلها نقطة تحول حقيقية في مسيرة البريكس. أما الفشل في تفعيل نتائجها فقد يبقيها إطارًا للخطابات دون تغيير فعلي على أرض الواقع. هذا يؤكد أهمية “البريكس، القمة، 35 مليار دولار، تمويل 100 مشروع” في تحقيق الأهداف المرجوة.